الاسد المغرور

طارت البعوضة فى الغابة تصدر طنينها فى سرور ، وتتنقل بين الاشجار و الزهور ، فقد كان يوما مشرقا رأت البعوضة الاسد فى طريقها . و كانت مغرورة ، وظنت انه يمكنها الانتصار دائما ، وانها اقوى من كل شىء ، فاقتربت منه ، فانزعج الاسد من طنينها . وكان هو ايضا مغرورا بقوته ، وانه ملك الغابة بلا منازع . فقال لها : ابتعدى ايتها الحشرة القذرة ، وكفى عن هذا الطنين المزعج الذى ازعجنى ، والا دهستك بأرجلى . قالت البعوضة ساخرة : يا لك من مغرور قد تستطيع القضاء على من هم اكبر واقوى منى ، اما انا فلا ، فأنا استطيع هزيمتك بسهولة . اغطاس الاسد و قال : وكيف ذلك وانت صغيرة الحجم ، وانا - كما ترين - ضخم الجثة ، وكما تسمعين فأنا سيد الغابة بلا منازع ؟ قالت البعوضة : لأننى اقوى منك . غضب الاسد من كلام البعوضة ، وهجم عليها ليدهسها برجله فى سهولة و يسر ، و ليريها قوته الهائلة ، و لكنها افلتت فى سرعة فائقة . وفجأة اصدرت البعوضة طنينها المزعج فى اذن الاسد الذى قفز من مكانه مبتعدا عنها ، ثم هجم عليها مرة اخرى وقد تملكه غيظ و غضب شديدين ، وحاول الامساك بها ، ولكن دون جدوى ، بينما هى تنقض عليه فى كل مكان فى جسمه و تلدغه و هو يتألم من شدة اللدغ . جن الاسد من هذه الحشرة ، و راح يضرب بمخالبه يمينا و يسارا ، لعل ضربة باحدى رجليه تقدى عليها ، و لكن ذلك لم يحدث . و اخيرا ، اضطر الى الهرب بعيدا ، و البعوضة عليه رغم تلاحقه و تسخر منه لأنها انتصرت عليه رغم ضخامته و صغر حجمها . واستمر الاسد فى الهروب ، فاقتنعت البعوضة بهذا الانتصار ، وتوقفت عن ملاحقته . . . و زاد غرورها بانتصار عليه ، و هروبه من امامها . اتجهت البعوضة الى مكان اخر تطير فيه ، و هى تصدر طنينها فى سرور ، و لكن الوقت لم يطل بها اذ حدث فجأة انها سقطت فى خيوط عنكبوت صنعها لاصطياد فريسته ، و لم تستطيع البعوضة ان تخلص نفسها من هذه الخيوط . اسرع العنكبوت الى البعوضة يلفها بخيوطه حتى توقفت عن الحركة ، فالتهمها لأنها لم تأخذ الحيطة فى طيرانها . . . وهكذا يكون لكل كائن ما هو اقوى منه . . .

قصه حلوه اوىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى

شكرا ليكي يا سمسمه